بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على سقوط جدار برلين، لا يزال الانقسام السياسي يلاحق ألمانيا، متتبعًا حدود الماضي بين شرقها وغربها. على الجانب الشرقي ظلت الحرارة السياسية تتصاعد طوال العام من الائتلاف الحاكم، إلى أن وصلت إلى درجة الغليان في الانتخابات المحلية. ففي الأول من سبتمبر 2024 سجل حزب البديل لألمانيا لأول مرة في تاريخه نجاحاً لافتاً في الانتخابات المحلية بولايتي ساكسونيا وتورينجيا- شرق ألمانيا- في ولاية تورينجيا الشرقية، ظهر كأقوى حزب بحوالي 33٪ من الأصوات. في ولاية ساكسونيا المجاورة، جاء في المرتبة الثانية بحوالي 30٪ - خلف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم من يمين الوسط. رغم التحذيرات المتكررة من كونه حزباً متطرفاً، بل ونازياً، مستغلاً انعدام ثقة الشرق في الائتلاف الحاكم ليملأ الفراغ، ويعزز مكانته في بلدات الشرق على المستوى المحلي كاستراتيجية أكبر للتوسع إلى أعلى مستويات الحكومة الوطنية، معتمداً على أن هيمنته المحلية ستعمل على تطبيعه رغم تطرفه. فكيف ستؤثر نتائج الانتخابات المحلية على الوضع السياسي في ألمانيا؟