شنت الفصائل المسلحة السورية فجر الأربعاء 27 نوفمبر 2024 عملية مشتركة في هجوم مباغت على مواقع ومناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات المساندة له في ريف حلب الغربي شمال سوريا، حيث يعتبر حدثاً عسكرياً هو الأول من نوعه منذ الهجوم الذي قادته الفصائل المسلحة في عام 2016، حيث شاركت في العملية العسكرية "هيئة تحرير الشام" -جبهة النصرة سابقًا- وأعلنت غرفة العمليات المشتركة الفصائل المسلحة في بيان مصور إطلاقها معركة "رد العدوان" والذي أشار أن إطلاق العملية العسكرية جاء بعد رصد تحركات للنظام لإطلاق عملية ضد المناطق الآمنة، كما أن العملية العسكرية ليست خياراً بل واجباً"، حيث جاء الهجوم رداً على قصف النظام السوري لمناطق شمال غربي سوريا.
وتأتي العملية العسكرية في ظل ظروف ميدانية وإقليمية ودولية متغيرة، بعد سنوات من الركود النسبي على جبهة الصراع، فإن القتال المتجدد لديه القدرة على إحداث تغييرات كبيرة في السيطرة، وخاصة إذا فشلت القوات الأسد في الحفاظ على مواقعها. كما قد تنشأ عن هذه المواجهة إذا تصاعد القتال بين النظام السوري وقوات الفصائل المسلحة لجذب القوى الكبرى مثل روسيا وتركيا، حيث تسعى كل منهما إلى تحقيق مصالحها داخل سوريا وتساهم في زيادة عدم الاستقرار، ويشكل خرق حلب يمثل تحولًا دراماتيكيًا في الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عامًا وأكبر هجوم للفصائل المسلحة منذ عام 2020. كما أن مكاسب الفصائل في حلب تشكل ضربة كبيرة ليس فقط لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ولكن أيضًا لداعميه الروس والإيرانيين.
يُشكّل هجوم الفصائل المسلحة على حلب منعطفًا حاسمًا في الصراع السوري مُتعدد الأوجه، يحمل في طياته دلالاتٍ استراتيجيةً عميقةً تستدعي تحليلًا دقيقًا لدوافعه وتداعياته المُحتملة، لا سيما في ظلّ التوترات الجيوسياسية المُتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط. وإذ يتزامن هذا الهجوم مع تصاعد العنف في مناطق أخرى من المنطقة، كالحرب بين إسرائيل وحماس والصراع المدعوم من الولايات المتحدة مع حزب الله في لبنان، ولا يُمكن النظر إلى هذا الهجوم على أنه مجرد تحرّك عسكري عابر، بل هو انعكاسٌ لتحولاتٍ جيوسياسية عميقة، وتغيّر في موازين القوى على الأرض. ويهدف هذا الهجوم، الذي يستهدف المناطق المحيطة بحلب ويتقدم نحو ضواحيها، إلى إضعاف قبضة النظام على المدينة، وإعادة إشعال فتيل الحرب في سوريا. وقد يُفضي نجاح فصائل المعارضة في اختراق حلب إلى زعزعة استقرار الوضع بشكل خطير، وتغيير مسار الصراع برمّته.
تُشير القراءة الأولية إلى أن هجوم حلب يأتي في سياق استراتيجية مُحكمة تَستهدف استغلال الظروف المُحيطة بالصراع السوري ومنها مواصلة إسرائيل لغاراتها الجوية على أهداف مرتبطة بإيران داخل سوريا، سعياً إلى تعطيل شحنات الأسلحة إلى حزب الله. حيث بدء الهجوم في نفس اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار الهش حيز التنفيذ في لبنان المجاور بين إسرائيل وحزب الله، و زيارة الأسد لموسكو. ويمكن تلخيص أبرز هذه النقاط فيما يلي:
تغيير الموقف التركي بعد فشل مساعي التطبيع مع النظام السوري، حيث قررت أنقرة تغيير مسارها ودعم هجوم الفصائل المسلحة على حلب بهدف تعزيز نفوذها في سوريا، والضغط على النظام لتقديم تنازلات سياسية. حيث سبق أن رفضت تركيا – التي يتُقدّم الدعم الميداني والمعنوي-طلبات من الفصائل الفصائل المسلحة لفتح ما يعرف بـ “معركة حلب”، على أمل في تطبيع قريب للعلاقات مع النظام السوري، ولكن وافقت على التحرك الأخير بعدما رفضت الحكومة السورية جميع الدعوات التركية لعملية تطبيع العلاقات التي كرر فيها مسؤولوها، بمن فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان، استعدادهم للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد.
غياب إيران عن مساندة النظام مقارنة بالسنوات الأولى للثورة السورية، و استنزاف حزب الله من قبل الحرب الإسرائيلية على الجنوب اللبناني -الذي يملك 38 نقطة وموقعًا عسكريًا في حلب- لموارده بسبب الحروب في لبنان فقد تعرض لخسارة معظم قواته في معاقله بالمعركة التي دارت مع إسرائيل ، والتي انتهت بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني قبل الهجوم بيوم وتفكيك قوات حزب الله وبنيته العسكرية، وهي معطيات دفعت العديد من المراقبين للاعتقاد أن الحزب يتجه نحو مزيد من الضعف، وأن عصره الذهبي، الذي تحول فيه إلى قوة إقليمية عابرة للحدود، بدأ يشرف على الأفول، وهو ما مكن الفصائل المسلحة من الوصول إلى نقاط أعمق تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية في مناطق مثل خان طومان والعيس والحضر، لكن تقدم قوات الفصائل المسلحة في خان طومان قلب التوقعات التي كانت تشير إلى أن المعركة ستكون دامية وتعيد الذاكرة إلى عام 2016، لما تكبدته من خسائر فادحة وحرب استنزاف مفتوحة. علاوة على، استهدافات إسرائيل المتكررة لمسلحي وجميع عناصر الميليشيات الإيرانية في سوريا أيضاً، كما تطارد ضباط الحرس الثوري الإيراني ومستشاريه الذين ينصحون الأسد ميدانياً ويديرون المعارك مع جيشه عندما تشتعل جبهات بين دمشق وفصائل الفصائل المسلحة.
و انشغال روسيا في أوكرانيا حيث يشير عدم تمكن القوات الروسية من رصد هجوم الفصائل المسلحة على حلب أمراً لافتاً للنظر، خاصة في ضوء الدور الروسي المحوري في دعم النظام السوري استخباراتياً وعسكرياً. قد يعكس هذا الإخفاق وجود خلل في التنسيق بين القوات الروسية والنظام السوري، أو تراجع في مستوى التغطية الاستخباراتية الجوية.
فعندما تدخلت موسكو في الحرب السورية نهاية 2015 كانت الآلة العسكرية الروسية في أوج قوتها، وكانت المدن السورية ميدان اختبار لمختلف أنواع الأسلحة التي أنتجتها موسكو وتود معرفة قدراتها وإمكاناتها، وكانت القوات الروسية تعيش رفاهية في العديد والعدد كي تدعم النظام السوري بكل ما يحتاج إليه على امتداد خمس سنوات. ولكن حدت الحرب التي يخوضها الروس في أوكرانيا منذ فبراير 2022 كثيرًا من إمكانات موسكو العسكرية، حتى باتت تعتمد على عناصر أجنبية في القتال ضد الأوكرانيين أخيراً، من بينهم سوريون أرسلوا من مناطق بشار الأسد إلى الجبهة الأوكرانية رداً لجميل الحليف الذي وقف مع النظام ضد الفصائل المسلحة سياسياً وعسكرياً.
كما أثقلت التكاليف الاقتصادية للتدخل العسكري في سوريا كاهل الاقتصاد الروسي، خاصةً في ظل العقوبات الدولية المفروضة على موسكو. دفع ذلك روسيا إلى إعادة النظر في استراتيجيتها في سوريا، والتوجّه نحو ترشيد النفقات وتقليص التواجد العسكري، مما أتاح للمعارضة مَجالاً لتَحقيق مَكاسب ميدانية وتَغيير موازين القوى وخاصة مع تغيّر المزاج الدولي و تغيّر المواقف الدولية تجاه الصراع السوري لِكسب دعم أوسع، في وقت يُعاني فيه النظام من الإرهاق بعد سنوات من الحرب، مما يُشكّل فُرصة لتَوجيه ضربات مُؤثّرة.
مثّلت منطقة شمال سوريا، بوصفها بوابة البلاد نحو العالم الخارجي، مسرحًا لتفاعلات حضارية وتجارية وعسكرية متشابكة. فقد خرجت مناطق واسعة عن سيطرة الحكومة السورية، لتُصبح ساحة صراع بين قوى محلية وإقليمية متعددة. وقد أدّى تدخّل قوى أجنبية، مثل تركيا وروسيا والولايات المتحدة، إلى زيادة تعقيد المشهد وإطالة أمد الصراع.
تحولت مدينة حلب، مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية وتحوّلها إلى صراع مُسلّح، إلى مركز ثقل في الصراع المُسلّح في سوريا، و شهدت المدينة معارك طاحنة بين قوات الحكومة السورية وفصائل الفصائل المسلحة المُختلفة، مما أدّى إلى دمار واسع ونزوح مئات الآلاف من السكان. وتُمثّل السيطرة على حلب هدفًا استراتيجيًا لكافة الأطراف المُشاركة في الصراع، نظرًا لِما تُمثّله من رمزية سياسية وعسكرية.
وخاصة مع التدخل العسكري التركي في شمال سوريا بداية عام 2020، شهدت المنطقة استقرارًا نسبيًا مقارنة بالفترات السابقة، أدى إلى بروز كتلتين عسكريتين رئيسيتين تسيطران على المشهد، مُقسّمةً إياه إلى منطقتين رئيسيتين تتميزان بأنماط حكم مختلفة:
وشهدت المنطقة تحولات مُتسارعة في أنماط الحوكمة، متأثرةً بتقلبات السيطرة الميدانية وتفاعل عوامل متشابكة، منها: العمليات العسكرية المُتغيرة، والوضع الأمني الهش، والتركيبة الثقافية والتاريخية للسكان، والعلاقة المُتقلبة بين الفاعلين المدنيين والعسكريين، وتنوع مصادر التمويل، والتدخلات الخارجية المُتعددة، بالإضافة إلى تَرَاكُمَاتِ المرحلة الماضية منذ بداية خروج هذه المناطق عن سيطرة النظام السوري. ولا يُمكن إغفال الدور المحوري الذي تلعبه هذه المدينة في تشكيل موازين القوى وتحديد مسارات الصراع في البلاد. وتُسلّط الأحداث الجارية في حلب الضوء على التفاعلات المُعقدة بين الأطراف المُختلفة، محليًا وإقليميًا ودوليًا، وانعكاساتها على مستقبل سوريا.
تميزت إدارة عملية ردع العدوان باسم “إدارة العمليات المشتركة”، وكان أبرز المشاركين فيها “هيئة تحرير الشام” و”غرفة عمليات الفتح المبين” المؤلفة من فصائل مثل “الجبهة الوطنية للتحرير” التي تضم فصائل الفصائل المسلحة التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” والذي أسهمت تركيا في تأسيسه التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة، والذي يتكون من ثلاثة فيالق ينضوي تحتها 26 فصيلاً، ويتراوح تعداد عناصر الجيش الوطني السوري ما بين 70 و 90 ألف مقاتل، وقوام هذه الفصائل عرقياً غالبيتهم من العرب ثم التركمان وعشرات الأفراد من الكرد، فيما تبرز فيها “فصائل أحرار الشام” و”أحرار الشرقية” و”فيلق الشام” و”فرقة حمزة” و”فرقة السلطان مراد”، والفصيلان الأخيران يتزعمها قادة تركمان إلى جانب فرقة سليمان شاه المعروفة بـ “العمشات” التي يتزعمها محمد الجاسم، إلى جانب فصائل أخرى تتنوع فها الانتماء المناطقي، بدءاً من الجنوب ووصولاً إلى الشمال وشرق البلاد. بالإضافة إلى “جيش العزة”. تنشط هذه الفصائل في ريف حلب الغربي وأرياف حماة واللاذقية وإدلب، وتقودها “هيئة تحرير الشام”.
يَتجاوز هجوم حلب مُجرّد السعي لتحقيق مَكاسب ميدانية، ليَهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، منها: تَغيير موازين القوى على الأرض، وإضعاف النظام السوري، وإجباره على تقديم تنازلات في أي مُفاوضات سياسية مُستقبلية، من أجل تَعزيز موقف الفصائل المسلحة في أي مُفاوضات سياسية قادمة، ويُعطيها أوراق ضغط أقوى لِتحقيق مَطالبها، ويُساهم هذا الهجوم في إعادة تنشيط الدعم الدولي للمعارضة، ويُذكّر المجتمع الدولي بأن الأزمة السورية لا تزال مُستمرّة، وتَحتاج إلى حل سياسي عادل.
ويبدو أن التقدم العسكري في حلب ليس سوى مرحلة أولى ضمن خطة استراتيجية أوسع تهدف إلى السيطرة على مناطق حيوية، كمارة النعمان واللطامنة، ومن ثمّ التمدد نحو حمص وحماة ودير الزور، بهدف قطع خطوط إمداد القوات الإيرانية إلى الداخل السوري. ومن شأن نجاح هذه الخطة أن يُقيّد الوجود الإيراني في سوريا، ويُضعف نفوذها في المنطقة، وهو ما يُشكّل هدفًا رئيسيًا لقوى إقليمية ودولية فاعلة في الملف السوري، ما لم تتفق أطراف “آستانا” (روسيا وتركيا وإيران) والحكومة والفصائل المسلحة السورية المسلحة على وقف القتال والعودة إلى خطوط خفض التصعيد التي تم تثبيتها خلال عشرات الاجتماعات في العاصمة الكازاخية في السنوات الماضية.
شهدت جبهات القتال في سوريا تطورات ميدانية هامة خلال 72 ساعة من بدء الهجوم، تمثلت في تحقيق قوات الفصائل المسلحة تقدماً ملحوظاً في مناطق استراتيجية، أبرزها حلب وريفها. يُسلّط هذا التطور الضوء على عدة نقاط جوهرية:
يكشف التقدم السريع للمعارضة في حلب عن وجود ثغرات في المنظومة الاستخباراتية للجيش السوري، حيث تمكنت قوات الفصائل المسلحة من شن هجوم واسع دون رصد مسبق لتحركاتها، رغم امتلاك الجيش وحلفائه شبكة واسعة من المصادر الاستخباراتية. يشير هذا إلى احتمالية وجود ضعف في التنسيق بين الوحدات الاستخباراتية، أو قصور في كفاءة وسائل رصد تحركات العدو.
حيث سيطرت الفصائل المسلحة خلال 24 ساعة من بدء الهجوم على أكثر من 25 بلدة وقرية بريف حلب الغربي، أبرزها الشيخ عقيل وبالا والفوج 46 وبسطرون وغيرها، كما بادرت الفصائل إلى فتح جبهة أخرى بريف إدلب الشرقي، وسيطرت على بلدتي داديخ وكفر بطيخ القريبتين من مدينة سراقب الإستراتيجية على طريق حلب – دمشق، أو ما يعرف بالطريق الدولي M5 الذي بات مقطوعاً جراء الأعمال العسكرية، في حين اقتربت في بعض المحاور الشمالية من مسافة 10 كيلومترات فقط من مركز مدينة حلب. كما سيطرت الفصائل على عدد من الدبابات والعربات والسيارات التابعة للجيش السوري النظامي، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة المخزنة على إحدى أسخن خطوط التماس بين النظام والفصائل المسلحة.
كما يُشير أسلوب الهجوم المنظم والدقيق الذي انتهجته قوات الفصائل المسلحة إلى امتلاكها معلومات استخباراتية دقيقة حول نقاط ضعف الدفاعات السورية في حلب. قد تكون هذه المعلومات ناتجة عن تسريبات من داخل النظام، أو نجاح الفصائل المسلحة في تجنيد مصادر ميدانية، أو توظيف تقنيات متطورة لجمع المعلومات الاستخباراتية.
يُثير عجز القوات الروسية عن رصد هجوم قوات الفصائل المسلحة على حلب تساؤلات جوهرية حول مدى تراجع الدور الروسي في سوريا، خاصةً في ضوء الدعم المُكثّف الذي قدّمته موسكو للنظام السوري على الصعيدين الاستخباراتي والعسكري. كما يُسلّط هذا الإخفاق الضوء على وجود ثغرات في التنسيق بين القوات الروسية والنظام السوري، أو تراجع في كفاءة وسائل جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها.
حيث سبق أن أحدث سلاح الجو الروسي، من خلال تجربته واستخدامه لمئات الأنواع من الأسلحة في سوريا، تحولًا جذريًا في مسار الصراع، ولعب دورًا حاسمًا في العديد من المعارك لصالح النظام، خاصةً بعد التقدم الكبير الذي أحرزته فصائل الفصائل المسلحة.
ومنذ تدخل القوات الروسية عام 2015 لحماية نظام الأسد، قُتل ما لا يقل عن 7 آلاف مدني جراء الغارات الجوية الروسية بذريعة “مكافحة الإرهاب”، ناهيك عن تنفيذ ما لا يقل عن 237 هجومًا بذخائر عنقودية و125 هجومًا بأسلحة حارقة.
وحتى عام 2018، خاض أكثر من 63 ألف عسكري روسي قتالًا في سوريا، ونفذت القوات الجوية الروسية 39 ألف طلعة جوية دمرت خلالها 121 ألفًا و466 هدفًا تصفها روسيا بأنها “إرهابية”، وقضت على أكثر من 86 ألف شخص، هذا بخلاف القتلى المدنيين.
وبلغ عدد المواقع العسكرية الروسية في سوريا 105 مواقع حتى منتصف عام 2023، منها 20 قاعدة عسكرية و85 نقطة عسكرية، لا تشمل الحواجز والثكنات والدوريات العسكرية. وتتركز معظم هذه المواقع في حماة بواقع 17 موقعًا، تليها الحسكة واللاذقية بـ 14 موقعًا لكل منهما. وتزخر هذه المواقع بالقوات الروسية وقوات فاغنر، بهدف تعزيز القوات البرية.
ويرجع ذلك الخرق بشكل رئيسي إلى انشغال الجانب الروسي بالحرب في أوكرانيا والتي شكّلت نقطة تحوّل في السياسة الخارجية الروسية، حيث أصبحت موسكو تُولي أولوية قصوى لتأمين مصالحها في جوارها المباشر. أدّى ذلك إلى تَحويل جزء كبير من الموارد العسكرية والاستخباراتية نحو الجبهة الأوكرانية، مما انعكس سلبًا على الدور الروسي في سوريا.
كما أثقلت التكلفة الاقتصادية للتدخل العسكري في سوريا كاهل الاقتصاد الروسي، خاصةً في ظل العقوبات الدولية المفروضة على موسكو. دفع ذلك روسيا إلى إعادة النظر في استراتيجيتها في سوريا، والتوجّه نحو ترشيد النفقات وتقليص التواجد العسكري.
يُشكّل انهيار النظام السوري وحلفائه حدثًا مفصليًا ذا تداعيات عميقة ومتشعبة على مختلف الأصعدة، محليًا وإقليميًا ودوليًا، ويَحمل هجوم حلب في طياته تداعيات مُحتملة على مُستقبل الصراع في سوريا، منها:
في حين يسيطر نظام الأسد على حوالي 70 % من الأراضي السورية، فإن الكثير من هذه السيطرة تعتمد على دعم حلفاء خارجيين مثل روسيا وإيران. لذا فإن الهجوم يهدد بإعادة إشعال صراعات أوسع نطاقا داخل سوريا وخاصة في ظل انشغال حلفاءه بقضايا أخري، وهو ما قد يؤدي إضعاف سيطرة الحكومة إلى خلق فرص لهذه الجماعات المتطرفة لإعادة تجميع صفوفها وتوسيع أنشطتها.
و من المُرجّح أن يشهد المشهد الداخلي السوري تنافسًا حادًا بين الفصائل المسلحة على السلطة، مدفوعًا بتباين أيديولوجياتها (إسلامية، قومية، ليبرالية) وتضارب مصالح داعميها الإقليميين. قد تُؤدّي هذه التباينات إلى اندلاع صراعات مُسلّحة للسيطرة على مناطق النفوذ، مما يُهدّد بتعميق حالة عدم الاستقرار. كما يُمثّل بناء نظام سياسي جديد في سوريا تحديًا هائلًا، يتطلب توافقًا داخليًا ودعمًا إقليميًا ودوليًا واسع النطاق. يجب أن يرتكز هذا النظام على دستور جديد يُلبّي تطلعات مختلف المكونات ويُؤمّن مشاركتها الفاعلة في إدارة الدولة.
وسيُؤدّي انهيار النظام إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مع توقّع موجات نزوح جديدة داخل البلاد وخارجها. يَستدعي ذلك جهودًا إغاثية وإنسانية ضخمة لإعادة اللاجئين، وتوفير المُساعدات الضرورية للسكان النازحين، وإعادة إعمار المدن المدمّرة. وسيُواجه الأكراد، الذين يَتمتّعون بحكم ذاتي في شمال شرق سوريا، تحديات جديدة في علاقة مع الحكومة المركزية ومع تركيا. يَتطلّب ذلك إيجاد صيغة تُحفظ حقوقهم وتضمن مشاركتهم في بناء المستقبل السوري.
بالنسبة لإيران، يُشكّل انهيار النظام السوري ضربة قوية للمشروع الإقليمي الإيراني، الذي اعتمد على سوريا كنقطة ارتكاز لتوسيع نفوذه في المنطقة. سيُؤدّي ذلك إلى فقدان إيران قواعد عسكرية استراتيجية، وتراجع قدرتها على دعم حلفائها في لبنان والعراق، و ستَتَكبّد إيران خسائر اقتصادية فادحة مع انهيار النظام السوري، حيث ستَفقد استثماراتها الضخمة في البنية التحتية والقطاعات الاقتصادية المُختلفة. سيُفاقم ذلك الأزمات الاقتصادية التي تُعاني منها إيران، وقد يُؤدّي إلى زيادة السخط الشعبي.
بالنسبة لحزب الله، سيُواجه حزب الله تحديات كبيرة مع انهيار النظام السوري، حيث سيَفقد مصدر دعم لوجستي وعسكري مُهم. سيُؤدّي ذلك إلى إضعاف قوته في لبنان، وزيادة الضغوط عليه داخليًا. في ظلّ التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد السوري، يُحتمل أن يجد حزب الله نفسه مدفوعًا نحو الانخراط في القتال شمال سوريا، لا سيما بعد إبرام اتفاقه مع “إسرائيل” والذي يقضي بانسحابه من الجنوب اللبناني مع عتاده الثقيل. وهذا قد يُحوّل الشمال السوري إلى قاعدة لتجميع عناصره وعتاده، خاصةً مع تزايد الضغوط عليه في الجنوب والوسط السوري.
ولكن، تجدر الإشارة إلى أن الخسارة التي مُني بها الحزب في مواجهته الأخيرة مع الجيش الإسرائيلي أفقدته الهالة المعنوية التي كان يُحيط بها نفسه، والتي كانت عامل جذب لمقاتليه وحلفائه. وقد انعكس ذلك على تراجع حاضنته الشعبية والعسكرية في سوريا، وتراجع التوقعات المُعلقة على دوره الميداني المُحتمل.
وبالنسبة لروسيا، قد يشكل انهيار النظام السوري تراجع نلُفوذ روسيا في المنطقة، وخسارة قواعدها العسكرية واستثماراتها الاقتصادية. قد يُؤدّي ذلك إلى إعادة ترتيب أولويات روسيا في الشرق الأوسط، وتَقليص تدخّلها في شؤون المنطقة.
تركيا، لطالما اهتمت بالشمال السوري، نظراً لأهميته الصناعية والتجارية، واحتضانه حلب عاصمة الاقتصاد السوري، فضلاً عن الامتداد الثقافي والجغرافي والديموغرافي المشترك بين البلدين من كرد وعرب وتركمان. كما تمثل هذه المنطقة حساسية بالغة لمخاوف تركيا القومية والجيوستراتيجية، مما دفعها للتدخل المستمر في الأزمة السورية عبر دعم المسلحين، واستضافة اللاجئين والفعاليات السياسية، وصولاً إلى التدخل العسكري المباشر بذريعة محاربة “داعش” والحفاظ على أمنها القومي ومنع قيام دولة كردية.
وهكذا، رسخت تركيا وجودها في المنطقة، فإلى جانب الانتشار العسكري والاستخباراتي وولاء المسلحين، عززت ارتباط الجوانب الاقتصادية والمدنية والإدارية والثقافية واللغوية بها، عبر ربط كل منطقة من شمال سوريا بولاية تركية جنوبية. فارتبطت عفرين وأعزاز والباب وجرابلس وتل أبيض ورأس العين بولايات هاتاي وغازي عنتاب وكلس وشانلي أورفا من خلال منسقين يمثلون الولاية في تلك المدن، وهم الحاكمون الفعليون في الشمال السوري، بينما يحافظ التنسيق التركي على مستوى عالٍ مع “هيئة تحرير الشام” في إدلب ومناطقها.
وتسعى تركيا من خلال خطة طويلة الأمد إلى إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، عبر استبدال سكانها الأصليين من الكرد السوريين بمجموعات سكانية أخرى، من خلال الترحيل القسري للاجئين الفارين من الحرب إلى تركيا أو الرافضين لاتفاقات المصالحة، ويهدف تركيا أيضاً إلى تتريك المنطقة اقتصادياً وثقافياً، وربطها بتركيا على المدى الطويل حتى بعد انتهاء الوجود التركي فيها. كما استغلت الشبان بتحويلهم إلى مرتزقة لخدمة أهدافها في أذربيجان وليبيا والنيجر، وربما في قنديل مستقبلاً،
كما ستَسعى تركيا إلى تَعزيز نُفوذها في شمال سوريا، مُستغلّةً انهيار النظام لتأمين حدودها ودعم الفصائل المُوالية لها للضغط على دمشق لقبول رؤيتها السياسية لحل الأزمة، وقد تُؤدّي هذه التحرّكات إلى توتّرات مع الأطراف الإقليمية الأخرى، خاصة فيما يتعلّق بالمسألة الكردية.
قد تُسعى الدول العربية، خاصة دول الخليج، إلى دعم الحلول السياسية والاقتصادية لإعادة الاستقرار في سوريا، ومنع تمدّد النفوذ الإيراني والتركي. يَتطلّب ذلك تنسيقًا عربيًا فاعلًا ورؤية مُشتركة لمُستقبل سوريا.
سيُؤدّي انهيار النظام السوري إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي اللبناني، مع تراجع نُفوذ حزب الله وتَعزيز قوى الفصائل المسلحة. قد يُؤدّي ذلك إلى تَقليص الاصطفاف الطائفي، لكن قد يَزيد من التحديات الاقتصادية والسياسية التي يُواجهها لبنان.
سيُؤدي ضعف إيران في سوريا إلى تَقليص نُفوذها في العراق، وإضعاف الميليشيات الموالية لها. يُتيح ذلك مَجالاً أوسع للحكومة العراقية لتَعزيز استقلاليتها وتحقيق الاستقرار الأمني.
وقد تَستفيد إسرائيل من تراجع نُفوذ إيران وحزب الله، لكنها قد تُواجه تحديات أمنية في التعامل مع مرحلة عدم الاستقرار في سوريا، خاصة مع إمكانية تمدّد الجماعات المُتطرفة.
يُشكّل تَمدّد الجماعات المُتطرفة في سوريا تحديًا أمنيًا للمجتمع الدولي. يَتطلّب ذلك تَعزيز التعاون الدولي لمُكافحة الإرهاب، ومنع استغلال الجماعات المُتطرفة للفراغات الأمنية في سوريا، وقد تُسعى الولايات المُتحدة والدول الأوروبية إلى دعم الحلول السياسية في سوريا، وتقديم المُساعدات لإعادة الإعمار ودعم الاستقرار. يَتطلّب ذلك تنسيقًا فاعلًا مع الأطراف الإقليمية، وتجاوز الخلافات حول كيفية إدارة المرحلة الانتقالية.
ختاماً، لعلّ أبرز ما يميّز التطورات الميدانية الأخيرة في حلب هو الدعم الذي تتلقّاه قوات المعارضة في إدلب، والذي مكّنها من تحقيق هذا التقدم اللافت. فالتنسيق الوثيق مع قوى إقليمية ودولية، وعلى رأسها تركيا، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والعسكري من حلفاء إقليميين، منح هذه القوات زخمًا عسكريًا هامًا، ومكنها من التوسع في مناطق استراتيجية جديدة، على غرار حلب. ويتجلّى هذا الدعم في تزويد المعارضة بأسلحة نوعية، كالأسلحة المضادة للدروع والطائرات المُسيّرة، مما يعزز من فعاليتها القتالية ويُمكنها من مواجهة قوات النظام السوري وحلفائه.
إنّ ما يحدث في حلب ليس مجرد معركة عسكرية، بل هو جزء من مشهد جيوسياسي أوسع يعكس التغيرات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. فحلب، التي تُعدّ ثاني أهمّ مدينة في سوريا من حيث الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية، تواجه اليوم تحولات ميدانية عميقة، إذ إن السيطرة المتزايدة للمجموعات المسلحة أو الفصائل القادمة من إدلب بقيادة هيئة تحرير الشام تُشكّل تطوراً ذا أبعاد متعددة.
وتُشير هذه التطورات الميدانية إلى دخول الصراع في سوريا مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا، تتطلّب من قوات المعارضة الحفاظ على التنسيق الدقيق مع حلفائها، وتعزيز قدراتها القتالية، بهدف تحقيق أهدافها الاستراتيجية. في المُقابل، يواجه النظام السوري وحلفاؤه تحديات كبيرة في احتواء تقدم المعارضة، والحفاظ على مواقعهم الاستراتيجية، في ظلّ تزايد الضغوط العسكرية والتغيرات في موازين القوى. وستُحدّد التطورات القادمة مسار الصراع في سوريا، ومدى تأثيرها على التوازنات الإقليمية والدولية.
وفي الوقت الذي تُسلّط فيه الضغوط العسكرية على إيران، تُواصل الأخيرة دفع الوضع في سوريا نحو مزيد من التأجيج الطائفي، من خلال إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات القتال، كميليشيات “كتائب الإمام علي” العراقية. ويُعبّر هذا التوجّه عن إصرار طهران على الحفاظ على نفوذها في سوريا، واستغلال الصراع لتعزيز تحالفاتها في المنطقة.
أولاً: يُمثّل هذا التقدم مسعىً واضحًا لإضعاف النفوذ الإيراني في سوريا، حيث أصبحت طهران، التي أسّست وجودًا عسكريًا قويًا في مختلف المناطق السورية، هدفًا مباشرًا للتغيير الجيوسياسي. فالعمليات العسكرية التي تقوم بها المعارضة المسلحة، والتي تحظى بدعم غير مباشر من أطراف إقليمية ودولية، تهدف إلى تفكيك البنية التحتية الإيرانية، وتقليص تأثيرها في سوريا.
ثانيًا: تُشير التقارير الإعلامية في موسكو إلى تورّط خبراء من أوكرانيا ودول غربية في دعم المجموعات المعارضة السورية من خلال تزويدها بالتقنيات المتطورة، كالطائرات المسيرة. وترى روسيا في هذا التحرك تهديدًا مباشرًا لمصالحها في سوريا، وقد تتجه نحو تصعيد عسكري في إدلب وحلب، لكنها في الوقت نفسه تواجه قيودًا نتيجة للتوازنات الإقليمية والدولية.
ثالثًا: تلعب تركيا دورًا مركزيًا في هذا المشهد، حيث يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي جعل إعادة اللاجئين السوريين جزءًا من برنامجه الانتخابي، إلى استغلال السيطرة على مناطق حلب كوسيلة لتحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، فإن أي تصعيد في هذه المناطق قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة باتجاه بلاده، وهو ما يجعل أنقرة تميل نحو تجميد الوضع عبر تفاهمات مع موسكو.
وستنكشف الرؤية بشكل أكبر بعد حلب، فإذا بقيت الفصائل عند حدود المدينة سيكون لذلك نتائج معينة، أما إذا استمرت في التوسع فربما سيكون هناك فرض واقع جديد، وفرض حل سياسي في سوريا ربما طال انتظاره وحان أوانه.
______، “هل هجوم حلب سيطرة على مناطق جديدة أم مجرد معركة محلية محدودة؟” بي بي سي عربي، 1 ديسمبر 2024، تاريخ الاطلاع 1 ديسمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/articles/c98355jd5rgo
أ ف ب، “ماذا يعني التقدم السريع لفصائل مسلحة شمال سوريا؟”اندبندنت عربية، 30 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع، 30 نوفمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://www.independentarabia.com/node/613010/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%9F%22
رويترز، “الفصائل المسلحة تعلن التقدم نحو حماة.. ووزارة الدفاع السورية تنفي انسحاب قواتها،” الشرق الإخبارية،1 ديسمبر 2024، تاريخ الاطلاع 1 ديسمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://asharq.com/politics/108323/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7/
ضياء عودة، “نقطة تحوّل.. ماذا تعني سيطرة فصائل المعارضة على حلب؟” الحرة، 30 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع 1 ديسمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://www.alhurra.com/syria/2024/11/30/%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%91%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%AD%D9%84%D8%A8%D8%9F
ضياء عودة، “هجوم حلب السورية.. سر “برود” الموقف الروسي،” الحرة، 30 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع 30 نوفمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://www.alhurra.com/syria/2024/11/30/%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%AD%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A
عبد الحليم سليمان، “من أشعل خطوط التماس بين المعارضة السورية وجيش النظام؟”، اندبندنت عربية، 28 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع 29 نوفمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://www.independentarabia.com/node/612913/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D9%84-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%D8%9F
عبير ديبة، “كيف حافظت “هيئة تحرير الشام” على نفوذها في الشمال السوري؟”، الشرق الإخبارية، 22 نوفمبر2024، تاريخ الاطلاع 30 نوفمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://asharq.com/politics/106803/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%AA-%D9%87%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B0%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A/
ماري-جوزيه القزي، “هجوم فصائل المعارضة السوريّة: من شن الهجوم على غرب حلب ولماذا الآن؟،” بي بي سي عربي، 29 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع 1 ديسمبر 2024، متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/articles/c62jp85zlnlo
Raja Abdulrahim, “Syria’s Rebels Struck When Assad’s Allies Were Weakened and Distracted,” The New York Times, December 1, 2024, https://www.nytimes.com/2024/12/01/world/middleeast/syria-rebels-bashar-al-assad.html
Ruth Michaelson, “Syrian Rebels Enter Aleppo Three Days Into Surprise Offensive,” The Guardian, November 30, 2024, https://www.theguardian.com/world/2024/nov/29/syrian-rebels-launch-surprise-attack-on-aleppo
Sebastian Usher, “Who Are Hayat Tahrir al-Sham, HTS, the Rebels Seizing Control of Aleppo?” December 1, 2024, https://www.bbc.com/news/articles/ce313jn453zo
تعليقات