أثارت اتفاقية المعادن الاستراتيجية التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع رواندا ردود فعل واسعة، حيث تهدف هذه الصفقة إلى توفير إمدادات المعادن الأساسية اللازمة لإنتاج التكنولوجيات النظيفة مثل الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية عن طريق جلب هذه الموارد من رواندا إلى الاتحاد الأوروبي. ولم تمر أشهر قليلة حتى وقَّع الاتحاد الأوروبي اتفاقية أخرى مع صربيا لاستيراد الليثيوم مع التركيز على المواد الخام المستدامة وسلاسل القيمة للبطاريات والمركبات الكهربائية. وتشكل هذه الاتفاقيات جزءًا من دبلوماسية الاتحاد الأوروبي الأوسع المتعلقة بالمواد الخام والتي تهدف إلى ضمان توريد أبرز المواد الخام المهمة. وحتى الآن، أبرم الاتحاد الأوروبي شراكاتٍ مع 14 دولة لتعزيز انتقاله من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. ورغم أن الدبلوماسية تُعرَّف تقليديًا على أنها أداة لمنع الصراعات، إلا أن النهج الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي في التعامل مع "دبلوماسية" المواد الخام قد يخلق مشكلات أكثر مما ينبغي له حلها.

فوضى الدبلوماسية

لا يفوتنا أن نذكر في هذا المقام أن معادن مثل القصدير والتنجستن والتنتالوم والذهب والتي يشار إليها غالبًا باسم “معادن الدم” إلى جانب معادن مهمة أخرى مستخرجة من جمهورية الكونغو الديمقراطية قد غذت واحدة من أكثر الصراعات دموية منذ الحرب العالمية الثانية. ويلعب الليثيوم الموجود بكميات كبيرة في صربيا والذي يعد ضروريًا للانتقال العالمي إلى الطاقة المستدامة والنظيفة دورًا رئيسيًا في هذا المجال وخاصةً في إنتاج بطاريات المركبات الكهربائية. ولطالما كانت المعادن مصدرًا للصراعات والخلافات نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ فعلى سبيل المثال، واجهت الشركات العملاقة مثل شركة أبل انتقادات بسبب استخدامها المزعوم لمعادن الدم من جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مزقتها الحرب.

 

من ناحيةٍ أخرى، أثارت صفقة المعادن الأخيرة التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع رواندا غضبًا واسع النطاق، حيث اتهم المنتقدون الاتحاد الأوروبي بتسهيل تهريب “معادن الدم” من جمهورية الكونغو الديمقراطية عبر رواندا. وبالفعل، لوحظ أن رواندا تصدر معادن معالجة ومصنعة أكثر مما تستخرجه محليا، ما يعني أنه تُنقل كميات كبيرة من الموارد مثل الكولتان والذهب بشكل غير مشروع من مناطق الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى رواندا قبل دخولها إلى سلاسل التوريد العالمية. بالإضافة إلى ذلك، اتُهمت رواندا بلعب دور مهم في الصراع الدائر عبر حدودها من خلال دعم حركة 23 مارس المتمردة. وكان الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، الذي تشارك قواته العسكرية في قتال ضد حركة 23 مارس، قد أدان الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي ورواندا بعد وقت قصير من توقيعه ووصفه بأنه “استفزاز سيء الذوق للغاية”. ومنذ إبرام هذه الصفقة، أفادت عدة تقارير أن مقاتلي حركة 23 مارس الذين لديهم علاقات مزعومة برواندا وسَّعوا سيطرتهم على المناطق الغنية بالمعادن في شرق الكونغو.

 

وكان الاتحاد الأوروبي نفسه قد انتقد في السابق رواندا لتورطها في الصراع الدائر في جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال بيانه الذي قال فيه “يدين الاتحاد الأوروبي بشدة دعم رواندا لحركة 23 مارس والوجود العسكري الرواندي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية كما ورد في تقارير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة. ويكرر الاتحاد الأوروبي طلبه العاجل بأن تقوم رواندا بسحب قواتها من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ووقف دعمها لحركة “23 مارس” فورًا واستخدام كل الوسائل المتاحة لديها للضغط على الحركة للامتثال للقرارات المتخذة في إطار عمليتي نيروبي ولواندا”. من جانبه، اعترف الرئيس الرواندي بول كاجامي بأن رواندا تعمل كمركزٍ لعبور المعادن الكونغولية المهربة مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي متواطئ بالكامل في هذا الاحتيال العالمي في سلسلة التوريد، ما يعني أن الاتحاد الأوروبي ليس بإمكانه التنصل من الاتهامات الموجهة ضد رواندا لأنه في السابق أدان هذه الأعمال التي هو متواطئ فيها حاليًا.

 

علاوة على ما تقدم، فإن صفقة المعادن التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع صربيا ليست بمنأى عن الانتقادات أيضًا، إذ تُعد صربيا موطنًا لواحدة من أكبر رواسب الليثيوم في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن وادي جادار يحتوي على 200 مليون طن من خام بورات الليثيوم، ومن المتوقع أن ينتج هذا المستودع 58 ألف طن متري من الليثيوم بحلول عام 2030 ومن المحتمل أن يلبي 10% من الطلب العالمي ويمكّن من إنتاج 1.1 مليون مركبة كهربائية سنويًا. ومع ذلك، أثارت هذه الصفقة جدلًا واسع النطاق لعدة أسباب، حيث شهدت صربيا تراجعًا في الحكم الديمقراطي تحت قيادة الرئيس ألكسندر فوتشيتش، كما صنفت مؤسسة فريدوم هاوس صربيا في المرتبة 57 من أصل 100 دولة في عام 2023 ووصفتها بأنها “دولة حرة جزئيا”. ونظرًا للصراعات المستمرة في صربيا ومخاوف ترشيحها لعضوية الاتحاد الأوروبي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية فيها، فإن الاتحاد الأوروبي متهم بالنفاق وينتاب النقاد القلق من أن هذه الشراكة الاستراتيجية الجديدة قد لا تنشئ إطارًا تنظيميًا قويًا يضمن تبني ممارسات تعدين مسؤولة في البلاد.

 

لن تؤدي شراكة الاتحاد الأوروبي مع صربيا إلى إثارة قلق المدافعين عن حقوق الإنسان والديمقراطية داخل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فحسب، بل إنها تسببت بالفعل في إثارة الغضب بين الصرب أنفسهم. وفي عام 2017، حصلت شركة التعدين العملاقة ريو تينتو على تصريح لتطوير رواسب الليثيوم في وادي جادار بعد خمس سنوات من وصول “ألكسندر فوتشيتش” إلى الحكم، ولكن أُلغي هذا التصريح في عام 2022 بعد اندلاع احتجاجاتٍ عامة واسعة النطاق. وعلى الرغم من ردود الفعل العنيفة تلك، فإن الاتحاد الأوروبي يمضي قدما في نفس المشروع بعد مرور سبع سنوات، وبات العديد من الصرب يخشون من أن شراكة “فوتشيتش” مع الاتحاد الأوروبي لن تؤدي إلا إلى تعزيز حكمه الاستبدادي. وهذه المخاوف في محلها لأن “فوتشيتش” يُنظر إليه على نطاقٍ واسع باعتباره أحد زعماء روسيا المفضلين في البلقان، حيث يسمح له تحالفه مع كل من روسيا والاتحاد الأوروبي بالحصول على أفضل ما في العالمين، ما يزيد من جرأة سلطته في مواجهة شعبه والاتحاد الأوروبي نفسه. ومن خلال دعم “فوتشيتش”، يخاطر الاتحاد الأوروبي بخلق نموذج شبيه بأردوغان من “فوتشيتش” خاصةً وأنه زعيم دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي ولا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتحدى ميوله الاستبدادية نظرًا لما يتمتع به من نفوذ.

ما الذي يمكن توقعه؟

بعيدًا عن الانتقادات التي طالت صفقات المعادن التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع رواندا وصربيا، فينبغي أخذ المخاوف المتوقعة في الاعتبار أيضًا. وفي حين يروج الاتحاد الأوروبي لدبلوماسيته المتعلقة بالمواد الخام باعتبارها حجر الزاوية في تحوله الأخضر، فإن ممارسات التعدين التي يدعمها لتحقيق مكاسب مالية تسهم في التدهور البيئي في المناطق القريبة من حدوده في صربيا والبعيدة أيضًا مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويواجه وادي جادار – وهو أحد المناطق الريفية الأكثر كثافة سكانية في صربيا، حيث يبلغ عدد سكانه حوالي 18 ألف نسمة يعتمدون على الزراعة – تهديدات كبيرة من أنشطة التعدين المخطط لها، إذ لن تؤدي هذه المشروعات إلى تدهور البيئة فحسب، بل ستؤدي أيضًا إلى إعادة توطين قرى بأكملها.

 

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، كشفت التقارير أن تعدين الكوبالت الصناعي يسبب آثارًا خطيرة على البيئة وصحة الإنسان، ما يتحدى رواية الكوبالت “النظيف” و”المستدام”. وقد رُبِطَ التلوث السام الناتج عن عمليات التعدين هذه بانتهاكات الحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة للمجتمعات التي تعيش بالقرب من أكبر مناجم الكوبالت والنحاس في العالم. كما يعود التلوث بآثارٍ ضارة بشكل خاص على الصحة النسائية والإنجابية للنساء والفتيات حيث يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية والإصابة بالتهابات الجهاز البولي التناسلي والإجهاض المتكرر، وفي بعض الحالات، العيوب الخلقية. وتسلط هذه النتائج الضوء على المخاوف البيئية الأوسع المرتبطة بممارسات التعدين التي يُعد الاتحاد الأوروبي متواطئا فيها، ما يؤدي إلى تدهور البيئة وتفشي الأمراض وعدم الاستقرار العام مستقبلًا في المناطق المتضررة.

 

في حين أن الهجرة قد لا تتبادر إلى الذهن على الفور عند مناقشة آثار التعدين واستخراج المعادن، فإنها قضية ينبغي توقعها. وتعد جمهورية الكونغو الديمقراطية أحد المصادر الرئيسية للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي؛ ففي عام 2019، احتلت جمهورية الكونغو الديمقراطية المرتبة السابعة بين البلدان التي صدرت أعلى نسبة من اللاجئين مقارنةً بعدد سكانها وكانت بلجيكا الوجهة الأكثر شعبية للمهاجرين الكونغوليين. وفي المقاطعات الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تتم فيها أنشطة التعدين، ظل النزاع المسلح وانعدام الأمن لفترةٍ طويلة الدافع الرئيسي للنزوح على نطاق واسع، وقد تفاقم هذا الوضع منذ منتصف عام 2022 بسبب عودة نشاط الجماعات المسلحة، ما أدى إلى حدوث اضطرابات داخلية وحالة من عدم الاستقرار إقليميًا.

 

ولا تتعلق القضية فقط بهجرة المواطنين الكونغوليين إلى الاتحاد الأوروبي فحسب، بل تتعلق أيضًا بالنزوح الداخلي الكبير داخل البلاد؛ ففي عام 2023، أشارت التقديرات إلى وجود ما يقرب من 6,947,295 نازحًا داخليًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية فر معظمهم من المناطق الشرقية التي مزقتها الصراعات. ورغم أن هذا الوضع رهيب بالفعل، فمن المتوقع أن يؤدي الاتفاق الأخير الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع رواندا إلى تفاقم هذه المشكلات. وقد دعمت رواندا باستمرار حركة 23 مارس المتمردة والمسؤولة إلى حد كبير عن تأجيج الصراع في المقاطعات الشرقية التي يتم فيها تعدين المعادن وتهريبها. ورغم أن تصرفات رواندا كانت موضع إدانة في السابق من قِبَل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بأكمله، فإن هذا الاتفاق الجديد قد يضفي شبه شرعية على ممارسات رواندا ويشجع تصرفاتها. ونتيجةً لذلك، قد يشتد الصراع ومن ثم يزيد عدد اللاجئين الفارين إلى الاتحاد الأوروبي وعدد النازحين داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

علاوة على ذلك، من المرجح أن تؤدي الدراسات حول تأثير التعدين على الاستقرار في كل من صربيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية إلى خلق صراعات مترامية الأطراف، إذ تسلط هذه الدراسات الضوء على المخاوف بشأن الانقسام بين المصالح الاقتصادية والقيم المجتمعية والتوزيع غير العادل للأرباح فضلًا عن مختلف القضايا الأخلاقية والصحية. كما يوفر التعدين فرص ربح كبيرة لقلة مختارة بينما يحرم الأغلبية من فرصة العيش حياة كريمة. وهذا التفاوت يؤدي إلى تفاقم التوترات والانقسامات داخل المجتمع ما يعني أنه من المرجح أن تنشأ حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن في كلا البلدين كنتيجةٍ خارجية سلبية لأنشطة التعدين. وقد بات يُنظر إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره جهة فاعلة أجنبية تشارك في عمليات التعدين تلك على أنه يشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار في كل من صربيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية؛ ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية، أدى الاستغلال الأجنبي للمعادن الذي استمر لعدة قرون إلى حدوث انقسام حاد وصراع في المنطقة، بينما في صربيا، بدأ استغلال المعادن على نطاق واسع من قبل الشركات الأجنبية في الآونة الأخيرة في أعقاب اكتشاف رواسب كبيرة من الليثيوم في عام 2004.

 

من المتوقع أن تمتد حالة عدم الاستقرار الناتجة عن تلك الممارسات إلى ما وراء الحدود الوطنية وخاصةً في صربيا، حيث تشكل القضية التي لم تُحل بين كوسوفو وصربيا واحدة من أكثر الموروثات إثارة للجدل التي خلفها تفكك يوغوسلافيا السابقة. وبينما يبذل الاتحاد الأوروبي جهودًا دبلوماسية لحل النزاع بين بلغراد وبريشتينا من خلال الحوار الذي يُعد بمثابة قناة للمفاوضات بين الجانبين، فإن اعتماد الغرب على صربيا للحصول على الليثيوم قد يؤدي إلى استغلال الرئيس فوتشيتش لهذا الاعتماد في المفاوضات المستقبلية ضد كوسوفو بوساطة زعماء الاتحاد الأوروبي.

 

يتسم الصراع بين كوسوفو وصربيا بتاريخٍ طويل من أعمال العنف المكثفة والتي حدث أبرزها خلال تدخل حلف شمال الأطلسي في عام 1999 حينما استمرت الضربات الجوية ضد صربيا لمدة 75 يومًا حتى اضطر الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش آنذاك إلى التوقيع على اتفاقٍ لإنهاء الحرب. وقد اندلعت التوترات الحدودية بين كوسوفو وصربيا مرة أخرى في عامي 2021 و2022، إلا أنها كانت أقل حدة وأظهرت فشل الاتحاد الأوروبي في حل الصراع. ومع حصول الرئيس الصربي فوتشيتش الآن على الدعم من روسيا واحتفاظه بعلاقات جيدة مع الغرب، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان حلف شمال الأطلسي سيتدخل مرة أخرى في حالة العدوان الصربي على كوسوفو لمنع احتمالات عدم الاستقرار في غرب البلقان أم لا.

 

وبينما يروج الاتحاد الأوروبي لدبلوماسية المواد الخام كخيار أفضل للمستقبل، يبدو أن هذه الدبلوماسية ستؤدي إلى اندلاع العديد من المشكلات التي تتراوح من التدهور البيئي إلى الهجرة والنزوح الداخلي وعدم الاستقرار وحتى قيام الحروب. ولن تصل هذه العوامل الخارجية السلبية إلى الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي ستعاني منها فحسب، بل ستصل أيضًا إلى الكتلة الأوروبية التي ستتحمل تكلفة أخلاقية كبيرة إلى جانب أي خسائر أخرى محتملة.

المراجع

Commission, European. “Press Corner.” European Commission, 2024. https://ec.europa.eu/commission/presscorner/detail/en/ip_24_822

 

Council, European. “Democratic Republic of the Congo (DRC): Statement by The …” European Council, 2023. https://www.consilium.europa.eu/en/press/press-releases/2023/07/07/democratic-republic-of-the-congo-drc-statement-by-the-high-representative-on-behalf-of-the-european-union

 

House, Freedom. “Serbia: Freedom in the World 2024 Country Report.” Freedom House, 2023. https://freedomhouse.org/country/serbia/freedom-world/2024

 

Hub, African. “X.Com.” X (formerly Twitter), 2024. https://x.com/AfricanHub_/status/1770778081369715024

 

Manojlovic , Borislava, and Espoir Kabanga . “Extractivism and Conflict: Comparative Study of Serbia and the DRC .” The Journal of Social Encounters, 2023. https://digitalcommons.csbsju.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1162&context=social_encounters

 

Migration, International Organization of. “DRC – Countrywide Displacement Overview (October 2023).” DRC – Countrywide Displacement Overview (October 2023) | Displacement Tracking Matrix, 2023. https://dtm.iom.int/reports/drc-countrywide-displacement-overview-october-2023

 

Migrator, Ngala   Killian. “Apple Faces Allegations of Using ‘blood Minerals’ from War-Torn Democratic Republic of the Congo.” Down To Earth, 2024. https://www.downtoearth.org.in/africa/apple-faces-allegations-of-using-blood-minerals-from-war-torn-democratic-republic-of-the-congo-95885

 

Morina, Engjellushe. “Finding Friends: Europe, Serbia, and the Lithium Catalyst.” ECFR, 2024. https://ecfr-eu.cdn.ampproject.org/c/s/ecfr.eu/article/finding-friends-europe-serbia-and-the-lithium-catalyst/?amp

 

Tinto, Rio. “Jadar.” Rio Tinto, 2022. https://www.riotinto.com/en/operations/projects/jadar

 

Zainab. “New Report Exposes the Environmental and Human Costs of DRC’s Cobalt Boom.” RAID, March 27, 2023. https://raid-uk.org/report-environmental-pollution-human-costs-drc-cobalt-demand-industrial-mines-green-energy-evs-2024/

تعليقات

أكتب تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *