الفهم الصحيح هو السبيل الأمثل للوصول، ولن نملك مصائرنا إن لم تنبت أفكارنا ورؤانا في أرضنا، معبرة عن شواغلنا وهمومنا واهتماماتنا، نصدرها بدلا من أن نستوردها، ولن نصدر أفكارنا ونمارس تأثيرنا على العالم دون أن يكن لدينا مراكز فكر قوية قادرة على الانتشار والتأثير وتصحيح المفاهيم المغلوطة وإعادة صياغة الوعي العام عربياً وعالمياً … وهذا هو الهدف الأهم من إنشاء “مركز الحبتور للأبحاث .
في ظل عالم مليء بالتحولات والأحداث العاصفة التي تعيد تشكيل المشهد العالمي، وانطلاقا من اهتمامنا بالمساهمة في صياغة رؤى علمية ومنهجية رصينة لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة العربية واستباق التهديدات المستقبلية بنظم إنذار مبكر دقيقة تساعد متخذي القرار وجموع المعنيين على التكيف والمواجهة والنمو، جاء قراري بإنشاء مركز الحبتور للأبحاث ليكون بمثابة منصة فكرية وبحثية رصينة ودقيقة تقدم منتجاتها من أبحاث، ودراسات، وأوراق سياسات، وتقارير، وغيرها لمتخذي القرار والمعنيين وتساهم في تشكيل رأي عام عربي واع بجذور ودوافع واتجاهات ما يدور حولنا من أحداث وتغيرات ومخاطر.
كما نسعى من خلال مركز الحبتور للأبحاث لإعداد وتأهيل نخبة من الكوادر الفكرية والبحثية التي تساهم بفعالية في الارتقاء بجودة ودقة ورصانة ما يقدم من رؤى وتحليلات في المجال العام، ويجمع المركز نخبة من الخبراء المتخصصين وشباب الباحثين الذين تم اختيارهم وإعدادهم بعناية لخلق جيل جديد من العقول القادرة على الإبداع للخروج بتصورات وحلول مبتكرة حيال ما يواجه المنطقة من تحديات ومخاطر.
ويأتي اهتمامي بإنشاء مركز الحبتور للأبحاث انطلاقا من انشغالي العميق بمستقبل المنطقة العربية وما يواجهها من تحديات ومخاطر ورغبة جادة في إثراء العقل العربي بأفكار ورؤى تساهم في تنمية الوعي بالمخاطر والتهديدات من جهة والاستغلال الأمثل للقدرات والمواهب والإمكانات من جهة أخرى، ومن هذا المنطلق نسعى لأن يصبح “مركز الحبتور للأبحاث” واحداً من أهم مراكز الفكر والتأثير في المنطقة العربية والعالم، وأن يضاهي في آلية عمله وتنظيمه ومخرجاته أبرز مراكز الفكر العالمية.