أنظمة الملاحة العالمية وصواريخ الحوثي

استهدفت مليشيا الحوثي حركة الملاحة في باب المندب، بغرض الضغط على إسرائيل لوقف الحصار على قطاع غزة، فأصابت أكثر من عشرات السُفن أثناء عبورها المضيق في كلا الاتجاهين.

بلغ عدد السُفن المُستهدفة 35 سفينة، مُنذ 19 نوفمبر 2023 وحتى 29 يناير 2024، بداية باحتجاز السفينة "جالاكسي ليدر" وانتهاءً بإصابة السفينة "لويس بي بولير" بصاروخ بحري.

جاء القسم الأكبر من هذه الهجمات عن بُعد باستخدام مُسيرات وصواريخ، بما نسبته 75% من إجماليها.

إذ استهدفت 19 منها على الأقل بالصواريخ، الأمر الذي يُثير التساؤل عن ماهية التكنولوجيا التي تستخدمها الصواريخ والمُسيرات لإصابة هذه الأهداف.

تعتمد الصواريخ في الوصول لأهدافها على نُظم ملاحية سواء داخلية أو خارجية، أما الداخلية فأبرزها نظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS) Inertial navigation system الذي يوضع داخل الصاروخ ذاته، ويعتمد على القياسات التي توفرها حساسات تسارع وجيروسكوبات (Gyroscopes) مُدمجة به لتتبع الهدف، ولا يحتاج هذا النظام إلى أي مُساعدة خارجية للوصول لهدفه، لكن يعيبه أنه عُرضة لعدم الدقة خاصةً مع الأهداف المُتحركة مثل السفن، حيث تنخفض إلى 650 متر، يُضاف إلى ذلك تكلفة تصنيعه وصيانته وحفظه المُرتفعة.

أما النٌظٌم الخارجية فيُطلق عليها الأنظمة العالمية للملاحة عبر الأقمار الصناعية (GNSS) تعتمد أنظمة GNSS على مجموعات من الأقمار الصناعية التي تديرها دول مختلفة أو منظمات دولية، وأهمها ٤ تمتلكها .كُلًا من الولايات المُتحدة، الاتحاد الأوروبي، .روسيا، والصين للمقارنة بين النٌظُم الأربعة

• لا يُمكن للحوثيين الاعتماد فقط على استخدام نظام القصور الذاتي حيث أن الأهداف مُتحركة ويُعتبر حجمها صغير نسبيًا مُقارنة بدقته، كما هو موضح بالصورة.

• كذلك لا يُمكن استخدام النظامين الأمريكي والأوروبي بسبب حظر الطرفين الوصول إليهما.
• لا يتبقى لدى الحوثيين سوى استخدام أحد النظاميين الروسي أو الصيني.

لم تُستهدف حتى الآن أي سفينة للصين أو روسيا، فهل تتوقف الهجمات في حالة منع الحوثيين من استخدام النظامين؟! وهل يستطيع الحوثيون الاستمرار في إعاقة الملاحة بدون الاستهداف عن بُعد؟!